للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٦ - وقال: "مَنْ قالَ حِينَ يَسمعُ النِّداءَ: اللهمَّ ربَّ هذهِ الدَّعوةِ التَّامَّةِ والصَّلاةِ القائمةِ، آتِ مُحمدًا الوَسيلةَ والفَضيلةَ، والدَّرجةَ الرَّفيعةَ، وابعثْة مَقامًا مَحمودًا الذي وعدْتَهُ يا أَرحم الراحمين، حلَّتْ لهُ شفاعَتِي يومَ القِيامَةِ"، رواه جابر.

قوله: "هذه الدعوة التامة"، سمِّي الأذانُ دعوة؛ لأنه يدعو الناس إلى الصلاةِ والذكرِ، ووصف هذه الدعوة بالتامة؛ لأنها ذكر الله، وما هو ذكر الله لا شكَّ أنه تامٌّ.

والتام في الحقيقة ذكر الله، وما كان فيه رِضاء الله، وما سوى ذلك فهو ناقصٌ.

قوله: "والصلاة القائمة"؛ أي: الدائمة التي لا ينسخُها دينٌ؛ لأنه لا دينَ ولا نبيَ بعد محمد عليه السلام.

"الوسيلة": القربة.

"وابعثه"؛ أي: أرسله وأوصله.

* * *

٤٥٧ - عن أنس - رضي الله عنه - قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُغيرُ إذا طلَعَ الفجرُ، وكانَ يستمِعُ الأذانَ، فإنْ سَمِعَ أَذانًا أمسكَ، وإلا أَغارَ، فسمعَ رجُلًا يقولُ: الله أكبر الله أكبر، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "على الفِطْرَةِ"، ثمّ قال: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "خرجْتَ مِنَ النَّارِ" فنظرُوا فإذا هو رَاعي مِعْزَى.

قوله: "يغير"؛ يعني: يسير رسول الله - عليه السلام - في الليل إلى بلاد الكفار للغارة، وينتظر الصبح؛ ليعلمَ أن ذلك البلد بلد المسلمين أو بلد الكفار، ويعرف ذلك بالأذان، فإن أذَّن فيه أحدٌ أمسك؛ أي: ترك الإغارة،

<<  <  ج: ص:  >  >>