قوله:"وقال هذه القبلة"؛ أي: قال رسول الله عليه السلام هذا؛ أي: استقرَّ أمر القبلة بحيث لا يُنسَخُ إلى القيامة، ويجب أن يتوجَّه الكعبةَ من يصلي في أيَّ مكان من الأرض.
(القبلة): ما يقبل عليه الرجل؛ أي: يستقبله.
* * *
٤٧٩ - وقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - دخلَ الكعبةَ هو وأُسامَةُ بن زَيْدٍ وعُثْمَانُ بن طَلحةَ الحَجَبيُّ وبلالُ بن رَباح، فأغلقَها عليه، ومكثَ فيها، فسألتُ بلالاً حينَ خرجَ: ماذا صنعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: جَعَلَ عَمودًا عن يسارِهِ، وعَمودَيْنِ عن يمينِهِ، وثلاثةَ أعمدةٍ وراءَهُ، ثمَّ صلَّى.
قوله:"إن رسول الله - عليه السلام - دخل الكعبة ... " إلى آخره.
وجدُّ "أسامة": حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى.
وأما جدُّ "عثمان بن طلحة": أبو طلحة عبد الله بن العزى بن عثمان بن عبد الدار القرشي.
أما "بلال بن رباح" فهو مؤذن رسول الله عليه السلام، وهو حبشي، مولى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.
"الأعمدة": جمع عمود؛ يعني بهذا الحديث: أنه كان للكعبة يومئذ ستة أعمدة، فوقف رسول الله - عليه السلام - كما وصف هنا، وأما الآن فليست الكعبة على تلك الهيئة؛ لأنه غيَّرها حجَّاج بن يوسف، وفي أيَّ موضع منها يصلي الرجل جاز.