٤٨٠ - وعن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاةٌ في مسجِدي هذا خيرٌ مِنْ ألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ إلَاّ المسجدَ الحرامِ".
قوله:"صلاة في مسجدي هذا"؛ أراد بقوله:(مسجدي) مسجدَ المدينة.
* * *
٤٨١ - وقال:"لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَاّ إلى ثلاثةِ مساجِدَ: المسجدِ الحرامِ، والمسجدِ الأقصى، ومَسجدِي هذا"، رواه أبو سعيد الخُدْرِيُّ - رضي الله عنه -.
قوله:"لا تشد الرحال"، (لا) هنا نفيٌ معناه النهي، و (الرحال): جمع رحل، وهو: ما يكون مع المسافر من الأقمشة.
يعني: لو نذر واحد أن يمشي إلى مسجد للصلاة أو غيرها، لم يجب عليه المشي، إلا إلى هذه المساجد الثلاثة؛ لأن ما سوى هذه الثلاثة متساوٍ ففي أيِّ موضع يصلي خرج من النذر، ولا يلزمه المشي إلى المسجد الذي عيَّنه في نذره، وأما هذه المساجد الثلاثة لها فضيلة على غيرها؛ أما الكعبة فلأنها القبلة، ولأنها تقصد للحج والعمرة.
وأما مسجد المدينة فلأنه موضع النبي - عليه السلام - ومصلاه.
وأما بيت المقدس فلأنه كان قبلة الأنبياء، وصلى إليه رسول الله - عليه السلام - لمَّا قدم المدينة ستة عشر شهرًا، وقيل: سبعة عشر شهرًا، ثم نزل بين الظهر والعصر:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}[البقرة: ١٤٤] إلى آخر الآية، فحوَّل إلى الكعبة، فأوَّلُ صلاة صلاها رسول الله - عليه السلام - في المدينة إلى الكعبة العصر.