٤٩٩ - وقال:"لَعنةُ الله على اليَهودِ والنَّصارَى، اتَّخَذُوا قُبورَ أَنبيائهم مَساجِدَ".
قوله:"لعنةُ الله على اليهود والنصارى"، وعلةُ دعائه - عليه السلام - على اليهود والنصارى باللعنة: أنهم يصلُّون في المواضع التي فيها أنبياؤهم - عليهم السلام - مدفونون؛ إما للسجود لهم، وهذا كفر؛ لأن السجودَ لا يجوز إلا لله، وإمَّا لاعتقادهم أن الصلاة ثمة أفضل؛ لكونها خدمة لله وتعظيمًا لأنبيائهم، وهذا شرك؛ لأنه لا يجوز أن يقصد بالصلاة إلا تعظيم الله تعالى وطاعته.
وعلةُ نهيه - عليه السلام - أمتَهُ عن الصلاة في المقابر الاحترازُ عن مشابهة اليهود والنصارى.
* * *
٥٠١ - وقال:"اجْعَلُوا في بُيوتِكُمْ مِنْ صَلاتِكُمْ، ولا تتَّخِذُوهَا قُبورًا".
قوله:"اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم"؛ يعني: صلُّوا في بيوتكم، ولا تتخذوها كالمقابر؛ فإن المقابرَ هي التي نُهِي عن الصلاة فيها.
وقيل: معناه: صلوا في بيوتكم؛ فإنكم لو لم تصلوا فيها، فقد شبَّهتم بيوتكم بالمقابر، وشبَّهتم أنفسَكم بالموتى.
ومن قال: معناه: لا تدفنوا الموتى في بيوتكم، فقد أخطأ؛ لأن النبي - عليه السلام - دُفِنَ في بيته بإجماع من الصحابة.
* * *
٥٠٣ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"ما بينَ المَشرقِ والمَغربِ قِبْلةٌ".