ما صُبغ غزله ثم نُسِج قد يكون بعضُ ألوانه أحمر، وبعضه لونًا آخر, فإن كان الثوب الذي صبغ غزله فنسج جميعه أحمر فهو منهي كالأحمر الذي يُصبَغ بعد النسج.
وإنما نَهَى الرجالَ عن لبس الثياب الحمر؛ لما فيه من المشابهة بالنساء، وقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لعن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشابهات من النساء بالرجال.
قوله:"مشمرًا"، (التشمير): ضمُّ الذيل ورفعُهُ للعدْوِ، ومشمرًا هنا معناه: مسرعًا عن جلادة.
* * *
٥٤٢ - عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعَرِّضُ راحلتَهُ فيُصلِّي إِلَيْهَا، قلتُ: أفَرَأَيْت إذا هَبَّتِ الرِّكابُ؟ قال: كانَ يأخُذُ الرَّحْلَ فَيُعَدِّلُهُ فيُصلِّي إلى آخِرَتِهِ.
قوله:"يعرض راحلته"؛ أي: يُنيخُ ويُبرِك جمله بالعرض بينه وبين القبلة، ويصلي نحوه؛ ليكون الجمل مانعًا بينه - عليه السلام - وبين المارين.
(عرض يعرُض) بضم الراء وكسرها: إذا وضع شيئًا بالعرض.
"أفرأيت"؛ أي: أخبرني.
"إذا هبتِ الرِّكاب"؛ أي: إذا سارت الجمال إلى الصحراء إلى أيِّ شيء يصلي؟
هبَّ البعير يهبُّ هَبًا: إذا نشط في السير وأسرع.
(الركاب): جمع لا واحدَ له من لفظه، بل واحدة: راحلة.