قلبه، ويزول حضوره، فإذا زال الحضورُ زال كمالُ الصلاة.
* * *
٥٤٧ - قالت عائشة رضي الله عنها: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلَّي مِنَ اللَّيْلِ وأنا مُعْتَرِضَةٌ بينهُ وبينَ القِبْلَةِ كاعْتراضِ الجَنازَةِ.
قولها:"مُعترِضَة", (الاعتراض): صيرورةُ الشيء حائلًا بين شيئين.
وقولها:"أنا معترضة"؛ أي: أنا مضطجعة بينه وبين القبلة، كما توضع الجنازة بين المصلي وبين القبلة.
والغرض من هذا الحديث: بيان أن المرأة لا تقطع الصلاة إذا مرَّت أو اضطجعت بين يدي المصلي.
وفي هذا الحديث فائدة لطيفة، وهي: أن السنة في الاضطجاع أن يضطجع مستقبلَ القبلة.
* * *
٥٤٨ - وقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أقبلتُ راكبًا على أتانٍ وأنا يومئذٍ قد ناهزتُ الاحتِلامَ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلَّي بالنَّاسِ بمِنًى إلى غيرِ جِدارٍ، فمرَرْتُ بينَ يَدَيْ بعضِ الصَّفِّ، فنَزَلَتُ، وأرسَلْتُ الأتانَ تَرتَعُ، ودخلتُ الصفَّ، فلمْ يُنْكِرْ ذلكَ عليَّ أحَدٌ.
قوله:"أقبلت"؛ أي: جئت.
"الأتان": الحمار الأنثى.
"ناهزتُ"؛ أي: قاربت؛ يعني: كنت قريبًا من البلوغ.
"إلى غير جدار"؛ يعني: إلى غير سترة، بل استقبلَ الصحراءَ.