قوله:"ولا يجهر بعضكم على بعض"؛ يعني: ليقرأْ كلُّ واحد ما يقرأ من غير رفع صوتٍ حتى لا يشوش القراءة على الآخرين، فإنهم لو رفعوا أصواتهم لا يدري كلُّ واحد ما يقرأ، ولا يكونُ له حضورٌ.
رواه أبو حازم التمَّار، عن البَيَاضي، عن رسول الله عليه السلام.
* * *
٦٠٩ - وعن أبي هريرة أنه قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنما جُعِلَ الإمامُ ليؤُتَمَّ بِهِ، فإذا كبَّر فكبروا، وإذا قرأَ فأنصِتُوا".
قوله:"ليؤتَمَّ"؛ أي: ليُقتدَى.
* * *
٦١٠ - وقال عبد الله بن أبي أَوْفَى: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لا أستطيعُ أن آخُذَ من القرآنِ شيئًا، فعلِّمْنِي ما يُجْزِئني، قالَ:"قلْ: سُبحانَ الله، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلا الله، والله أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيم"، قال: يا رسولَ الله!، هذا للَّهِ، فما لي؟، قال:"قلْ: اللهمَّ ارحمني، وعافِنِي، واهدِنِي، وارزُقني".
قوله:"إني لا أستطيع أن آخذ ... " إلى آخره، اعلم أن هذه الواقعة لا يجوزُ أن تكون في جميع الأزمان؛ لأن مَنْ يقدرُ على تعلم هذه الكلمات يقدرُ على تعلم الفاتحة لا محالةَ، بل تأويله: لا أستطيع أن أتعلم شيئًا من القرآن في هذه الساعة، وقد دخل عليَّ وقت الصلاة، فقال رسول الله عليه السلام:"قل سبحان الله ... " إلى آخره.
فمن دخل عليه وقتُ صلاة مفروضة، ولم يعلمْ الفاتحةَ، ويعلمُ شيئًا من