التسبيحات، لزمه أن يقولها في تلك الصلاة بدلَ الفاتحة، فإذا فرغ من تلك الصلاة، لزمه أن يتعلم الفاتحةَ، فمن لم يعلم الفاتحة، وعلم شيئًا من القرآن، لزمه أن يقرأ ما يعلمُ من القرآن بقدر الفاتحة في عدد الآيات، وهي سبع آيات، وفي الحروف، ولا يجوز أن ينقص منها، فإن لم يعلم شيئًا من القرآن لزمَه أن يقول هذه الكلماتِ؛ لأن النبي - عليه السلام - علَّمَها ذلك الرجلَ أن يقرأها في الصلاة، ولأنه رُوي أن النبي - عليه السلام - قال:"أفضلُ الذِّكرِ بعد القرآن: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
قوله:"هذا لله فما لي"؛ يعني: هذه الكلماتُ ذِكرُ الله، علِّمْني شيئًا يكون فيه دعاءٌ لي واستغفارٌ.
كنية "عبد الله": أبو معاوية، واسم "أبي أوفى": علقمة بن خالد الأسلمي.
* * *
٦١٢ - ورُوِيَ عن أبي هُريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَنْ قرأَ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فليقلْ: بلى، وأنا على ذلكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، ومَنْ قرأ:{أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فليقلْ: بلى، ومَنْ قرأَ:{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} فليقلْ: آمَنِّا بالله".
قوله:{بَعْدَهُ}؛ أي: بعد القرآن.
وهذا الحديث يدل على استحباب إجابة العبدِ ربَّه فيما يقرأ من القرآن.
"فيما يأمره أو ينهاه"؛ يعني: إذا قرأ آيةً يأمره الله تعالى فيها فَلْيقلْ: سمِعْنا وأطَعْنا، وإذا قرأ آيةَ نهيٍ فَلْيقلْ: انتَهَيْنا، وإذا قرأ آيةَ رحمةٍ فَلْيَسأَلِ الله تعالى رحمتَه، وإذا قرأ آيةَ العذابِ فَلْيتعوَّذْ بالله من عذابه.