قوله:"كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينصرف عن يمينه"؛ يعني: إذا فرغ عن صلاته وقام يمشي إلى جانب يمينه؛ لأن البدايةَ باليمين مستحبٌّ.
* * *
٦٧١ - قال عبدُ الله بن مَسْعود - رضي الله عنهما -: لا يجعلُ أحدُكم للشَّيطانِ شيئًا من صلاتِهِ يَرى أنَّ حقَّاً عليهِ أنْ لا ينصرِفَ إلا عن يَمينهِ، لقدْ رأَيتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ينصرِفُ عن يَسارِهِ.
قوله:"لا يجعل أحدكم للشيطان ... " إلى آخره؛ يعني: كان رسولُ الله - عليه السلام - ينصرف يمشي جانب يمينه مرةً إذا فرغ من صلاته، وإلى جانب يساره مرةً، فإذا كان رسولُ الله - عليه السلام - ينصرف إلى الجانبين فمَن اعتقد أنه حقٌّ عليه أن ينصرف عن يمينه دون يساره؛ فقد اعتقد غير ما فعلَه رسول الله عليه السلام، ومَن اعتقد شيئًا غير ما فعلَه رسول الله - عليه السلام - فقد تابَعَ الشيطانَ، ومَن تابَعَ الشيطانَ في صلاته أو عقيبَ صلاته باعتقادٍ بدعةٍ أو تركِ سُنَّةٍ فقد ذهبَ الشيطانُ بكمال صلاته.
٦٧٢ - وقال البَراءُ: كُنّا إذا صَلَّيْنا خلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أحْبَبنا أنْ نكونَ عن يَمينِه، يُقْبلُ علَيْنا بوَجْهِهِ، قالَ: فسمعتُهُ يقولُ: "ربِّ قِني عذابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ، أوْ تجمَعُ عبادَكَ".
"أَحبَبنا أن نكونَ عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه"؛ يعني: إذا سلَّم سلَّم أولاً عن يمينه، فكنا نحب أن نكونَ عن يمينه حتى يُقبلَ بوجهه علينا قبلَ أن