للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "كنتُ أَعرفُ انقضاءَ صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -"، (الانقضاء): وصولُ الشيء إلى آخرِه وانتهاؤُه؛ يعني: كان رسولُ الله - عليه السلام - إذا جلس في آخر صلاته ينقص من صوته بتكبيرةٍ ليعرفَ مَن خلفَه أنه جلسَ، والمُستحَبُّ للإمام: أن يرفعَ صوتَه إذا قام من السجود قَدْرًا أكثرَ مما كان يرفع إذا جلسَ؛ ليعرفَ المأمومُ قيامَه من جلوسه.

* * *

٦٨١ - وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إلا مِقدارَ ما يقولُ: "اللهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومِنْكَ السَّلامُ، تبارَكتَ يا ذا الجلال والإكرام".

قولها: "لم يَقعد": من جلوسه "إلا مقدارَ ما يقول: اللهم أنتَ السلامُ ... " إلى آخره؛ يعني: لا يقعد إذا سلَّم من فريضةٍ بعدَها سُنَّةٌ إلا هذا المقدارَ، وهي الظهر والمغرب والعشاء، وأما الصبحُ والعصرُ فقد جاء الحديث: أنه - عليه السلام - يجلس في المسجد زمانًا مديدًا.

* * *

٦٨٢ - وقال ثَوبان: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرفَ مِنْ صلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثلاثًا وقالَ: "اللهمَّ أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجَلالِ والإِكرامِ".

"أنت السلام"؛ أي: أنت المنزَّهُ والسالمُ عن التغيُّرِ وصفاتِ المخلوقاتِ.

"ومنك"؛ أي: ومنك يحصل للعباد النجاةُ من المكروهات.

"تباركتَ"، قال الأزهري: معناه: تعاليتَ وتعظَّمتَ.

"يا ذا الجلال والإكرام"؛ أي: يا مَنْ يستحق الجلالَ، وهو العظمة والإكرام

<<  <  ج: ص:  >  >>