والالتفاتُ في صلاةِ النوافلِ أسهلُ من صلاة الفريضة؛ لأن زوالَ كمالِ صلاةِ النافلةِ أسهلُ من زوالِ كمالِ صلاةِ الفريضةِ.
* * *
٧١٣ - ورُوِيَ عن ابن عبَّاس: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَلْحَظُ في الصَّلاةِ يَمينًا وشِمالًا، وَلا يَلْوي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ.
قوله:"يَلحَظ"؛ أي: ينظر.
"ولا يَلْوِي"؛ أي: ولا يصرف، والتفاته - عليه السلام - إنما كان مرةً أو مراتٍ قليلةً؛ ليبينَ أن الالتفاتَ غيرُ مُبطِلٍ للصلاة إن كان لشيءٍ ضروريٍّ؛ لأنه لا يجوز أن يَنْهَى أُمتَه عن شيءٍ وهو يفعلُه لغير ضرورةٍ.
* * *
٧١٤ - عن عَدِيِّ بن ثابت، عن أبيه، عن جدِّه رفعَه قال:"العُطَاسُ، والنُّعاسُ، والتَّثاؤُبُ في الصَّلاةِ، والحَيْضُ، والقَيْءُ، والرُّعافُ مِنَ الشَّيطانِ".
قوله:"العُطاس والنُّعاس ... " إلى آخره، (النُّعاس): النوم الخفيف.
قوله:"من الشيطان"؛ يعني: هذه الأشياء بعضُها يبطل الصلاةَ وبعضُها يزيل الحضورَ في الصلاة، وكل ذلك مما يرتضيه الشيطان ويفرح به، وليس معناه: أن الشيطانَ يحمل الإنسانَ على هذه الأشياء؛ لأن هذه الأشياءَ طبيعيةٌ، ونجري على الإنسان بغير اختياره، والإشكالُ هنا في العُطاس؛ فإنه جاء في (باب العطاس): "إن الله يحب العُطاسَ ويكره التثاؤبَ"، فإذا كان كذلك فكيف يكون العُطاسُ مما يرتضيه الشيطان؟
تأويله: أن الرجلَ إذا عطسَ وقال: الحمد لله، يحبُّه الله، وإذا كان في