يصنعُ أبو بكر، وليس معناه أن أبا بكرٍ كان إمامَ القومِ ورسولُ الله كان إمامَ أبي بكر؛ لأن إمامة المأمومِ غيرُ جائزةٍ، بل كلُّهم اقتدَوا برسول الله.
وروى مسروقٌ عن عائشةَ:"أن رسولَ الله جلسَ في الصفِّ خلفَ أبي بكرٍ واقتدى بأبي بكر"، والروايةُ الأولى أَصحُّ.
قوله:"وأبو بكرٍ يُسْمِعُ الناسَ التكبيرَ"؛ يعني: قالتْ عائشةُ بعد قولها: وكان رسولُ الله يصلِّي قاعدًا، وأبو بكرٍ يُسْمِعُ الناسَ التكبيرَ، يعني: كان أبو بكرٍ مكبرًا لا إمامًا.
وهذا الحديث يدلُّ على أنَّ المأمومَ إذا صلَّى خلفَ إمامٍ بعضَ الصلاةِ، ثم تركَ الإمامُ الإمامةَ أو بَطَلَتْ صَلاتُه، وجاءَ إمامٌ آخرُ= للمأمومِ أن يصلِّيَ باقيَ صَلاتِه خلفَ الإمامِ الثاني من غير استئنافِ التكبيرِ والنيةِ، ويدلُّ أيضًا على جَوازِ كونِ صلاةِ المأموم أقلَّ من صلاةِ الإمامِ؛ لأنَّ القومَ هنا قد صلُّوا بعضَ الصلاةِ قَبْلَ رسولِ الله.
وقال الشافعيُّ في قولٍ: لو صلَّى رجلٌ منفرِدًا بعضَ الصلاة، ثم اقتدى في باقيها جازَ بدليل هذا الحديث، وهذا بعيد لأنه ههنا صلَّى القومُ جميعَ الصلاةِ مع الإمامِ إلا أنهم صلُّوا بعضَ الصلاة خلفَ إمامٍ وبعضَها خلفَ إمامٍ آخرَ.
* * *
٨١٨ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا يخشى الذي يرفعُ رأْسَهُ قبلَ الإمام أنْ يُحوِّلَ الله رأسَه رأسَ حِمارٍ".
وقال: "لا تُبادروا الإمامَ، إذا كبَّر فكبروا، وإذا قال: ولا الضالين