ههُنا بالكوفةِ نحوًا من خمسِ سنينَ، أكانوا يَقنُتونَ؟، قال: أَيْ بنيَّ، مُحْدَثٌ.
قوله:"ههنا بالكوفة"؛ يعني: صليتُ خلفَ عليٍّ بالكوفة خمسَ سنين، وليس معناه صليتُ خلفَ رسولِ الله عليه السلام وأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ بالكوفة.
قوله:"أي بنيَّ مُحْدَثٌ"؛ يعني: يا بنيَّ! القنوتُ مُحْدَثٌ، أحدَثه التابعون، ولم يقرأْه رسول عليه السلام وأصحابُه.
قال الإمام أبو الفتوح العِجْلي رحمة الله عليه: لا يلزمُ من نفيِ هذا الصحابيِّ القنوتُ؛ لأنه يحتملُ أن يكونَ في آخرِ الصفِّ إذا صلَّى مع رسول الله عليه السلام وأصحابه، ولم يسمعِ القُنوتَ.
ويحتملُ أيضًا أنه يريدُ بنفي القُنوتِ نفيَ القُنوتِ في غير الصبح وِالوِتْر.
ويحتملُ أنه يسمعُ من الناسِ بعدَ الصحابةِ كلماتٍ يقرؤونها في القُنوتِ، ولم يسمعْها من النبي عليه السلام، ولا من الخلفاء الراشدين، فأنكرَ تلك الكلماتِ، فقال: مُحْدَثٌ؛ أي: قراءةُ هذهِ الكلماتِ في القُنوتِ مُحدَثٌ.
وقد روى القُنُوتَ حسنُ بن عليٍّ، وأبو هريرةَ، وأنسٌ، وابن عباس - رضي الله عنهم -، وصحبةُ هؤلاء مع رسول الله عليه السلام أكثرُ من صحبةِ هذا الصحابيِّ، وهو طارقُ بن أَشْيَمَ، فتكونُ روايتهم أثبتُ قولًا، والله أعلم.