"فأصيبوا"؛ أي: قُتِلُوا، وهذه الواقعة كانت بعد الهجرة في أول السنة الرابعة.
* * *
مِنَ الحِسَان:
٩١٥ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قنتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا متتابعًا في الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعِشاءِ، وصلاةِ الصُّبحِ، إذا قال:"سَمِعَ الله لمن حَمِدَه" من الركعةِ الأَخيرة يدعو على أحياءٍ من سُلَيْمٍ - على رِعْلٍ، وذَكوانَ، وعُصَيَّةَ - ويُؤَمِّنُ مَن خَلْفَهُ.
قوله:"يدعو على أحياء ... " إلى آخره، دعا على هؤلاء لأنهم قتلُوا القُرَّاءَ كما ذكرْنا.
وهذا الحديث يدُّل على أنه لو نزل بالمسلمين نازلةٌ من قَحْطٍ، أو غلبةِ عدوٍّ، أو غيرِ ذلك من المكارِه يُسَنُّ القنوتُ في جميع الصلواتِ، وفيه قولٌ: أنه لا يُسَنُّ في غيرِ الصبحِ.
* * *
٩١٦ - عن أنس - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قنتَ شهرًا، ثم تَرَكَه.
قوله:"قنت شهرًا ثم تركه"؛ يعني: دعا على الكفار في القنوت شهرًا، ثم ترك الدعاءَ على الكُفَّار، وليس معناه أنه عليه السلام تركَ القنوتَ.
* * *
٩١٧ - وعن أبي مالكٍ الأَشجَعي قال: قلتُ لأَبي: إنك قد صلَّيتَ خلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليِّ بن أبي طالبٍ - رضي الله عنه -