وهذا الحديث يدلُّ على تعظيم أيام العيد، وتجويزُ الضَّربِ للطَّرب والفرح، واللعب بما ليس فيه معصية.
* * *
١٠٠٧ - وقال أنس - رضي الله عنه -: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ لا يغدو يومَ الفِطْرِ حتى يأكلَ تَمَرَاتٍ، ويأكُلُهنَّ وِترًا.
قوله:"ويأكُلُهُنَّ وِتْرَاً"؛ يعني: يأكلُ قبلَ الخروج إلى صلاة عيد الفطر تمرات بعدد الوتر ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا، وما أشبه ذلك.
* * *
١٠٠٨ - وقال جابر: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا كانَ يومُ عيدٍ خالفَ الطريقَ.
قوله:"إذا كان يوم عيد خالف الطريق"؛ يعني: يمشي إلى المُصلَّى في طريقٍ، ويعود في طريقٍ آخر، يمشي في طريق بعيد؛ لتكثرَ خُطُوَاته؛ لأن في كلِّ خُطْوةٍ درجةً، ويعود في طريق أقرب؛ ليقلَّ انتظارُ أهلِ بيته إيَّاه.
ويحتمل أن يمشيَ في طريقٍ، ويعود في طريق آخر؛ ليستفيدَ منه أهل الطريقَيْنِ بالسُّؤال والبَركة.
* * *
١٠٠٩ - وقال البَرَاءُ - رضي الله عنه -: خَطَبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ النحرِ فقالَ:"إنَّ أولَ ما نبَدأُ بهِ في يومِنا هذا أن نُصلَّيَ ثم نَرجعَ فننحرَ، فَمَنْ فعلَ ذلك فقدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قبلَ أنْ يُصَلِّي فإنما هو شاة لحمٍ عَجَّلَهُ لأهلِهِ ليسَ مِن النُّسُكِ في شيءٍ".