١٠٥٠ - وعن عائشة رضي الله عنها نحوَ حديث ابن عباس، وقالت:"ثم سجَدَ فأطالَ السجودَ، ثم انصرفَ وقد انجلتِ الشمسُ فخطبَ الناسَ فحمِدَ الله وأثنى عليهِ، ثم قال: "إن الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ الله لا يَخْسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلكَ فادعُوا الله وكَبروا وصلُّوا وتَصدَّقوا"، ثم قال: "يا أُمَّةَ محمدٍ!، والله ما مِن أحدٍ أَغْيَرُ من الله أنْ يَزنيَ عبدُه أو تَزنيَ أَمَتُهُ، يا أُمَّةَ محمدٍ!، والله لو تعلمون ما أعلمُ لضحِكْتُم قليلاً وَلبكَيْتُم كثيرًا".
قوله: "أَغْيَرُ"؛ أي: أشدُّ غَيرة، و (الغَيْرَةُ): كراهةُ الرجل اشتراكَ غيره فيما هو حقه، وغيرة الله تعالى: أن يكره مخالفة أمره ونهيه.
"أن يزنيَ عبدُهُ أو تزني أمَتُهُ"، يعني: لو زنى عبدُ أحدكم أو تزني أَمَةَ أحدكم يكرهُ ويغارُ، فإذا زنى عبدٌ من عباد الله تعالى، أو أَمَةٌ من إمائه تكون غَيرته وكراهيته أشد من غيرتكم وكراهيتكم.
"لو تعلمون ما أعلم"؛ يعني: ما أعلم من شدة العذاب، وشدة غضب الله تعالى وقهره.
* * *
١٠٥١ - وعن أبي موسى أنه قال: خَسَفتِ الشمسُ، فقامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَزِعًا يَخْشَى أن تكونَ الساعةُ، فأَتَى المسجدَ، فصلَّى بأطولِ قيامٍ ورُكوعٍ وسجودٍ ما رأيته قطُّ يَفْعَله، وقال: "هذه الآياتُ التي يرسلُ الله لا تكونُ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ، ولكنْ يُخَوِّفُ الله بها عبادَهُ، فإذا رأيتُم شيئًا من ذلكَ، فافزَعُوا إلى