قول أبي موسى: "يخشى أن تكون الساعة" هذا ظَنٌ منه؛ لأنه لم يعلم ما في قلب النبي - عليه السلام -، وهذا الظنُّ غير صواب؛ لأن النبي - عليه السلام - كان متيقنًا أن الساعة لا تقوم حتى ينجزَ الله ما وعده له ولأمته من أخذ بلاد العجم والروم وغير ذلك من المواعيد.
فإن قيل: يحتمل أن تكون هذه الواقعة قبل أن يخبر الله تعالى رسوله بهذه الأشياء، فحينئذٍ في يتوقع وقوع السَّاعة كل لحظة.
قلنا: ليس كذلك؛ لأن إسلام أبي موسى كان بعد فتح خيبر، وقد أخبر الله تعالى النبيَّ - عليه السلام - بهذه الأشياء قبل فتح خيبر، وهذا الخسوف كان بعد فتح خيبر، وإنما فزع النبي - عليه السلام - وتغير وجهه؛ لأنه خاف نزول عذابٍ على أهل ناحيته.
قوله: "رأيته قطُّ" أصل استعمال (قط): أن تكون بعد النفي، وليس هنا حرف نفي، فلعله مُقدر؛ أي: ما رأيته قط فعل مثل هذا الركوع والسجود.
"فافزعوا"؛ أي: التجئوا، أو عوذوا من عذابه "إلى ذِكْرِهِ".
* * *
١٠٥٢ - وعن جابر - رضي الله عنه - قال: انكسَفَتِ الشمسُ في عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ ماتَ إبراهيمُ ابن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فصلَّى بالناسِ ستَّ ركعاتٍ بأربعِ سَجداتٍ.
قوله: "انكسفت الشمس في عهد رسول الله عليه السلام ... " إلى آخره؛ ظنَّ بعضُ الناس أن انكسافَ الشمسِ يوم مات إبراهيم لموت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - عليه السلام -: "الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى