قوله:"رجعت اللعنة عليه"، الضمير في (عليه) يرجع إلى اللاعن هنا، لا إلى قوله:(شيئًا)، وباقي معناه ظاهر.
* * *
١٠٧٩ - وعن أُبيِّ بن كَعْبٍ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَسبُّوا الرِّيحَ، فإذا رأَيتُم ما تَكرهونَ فقولوا: اللهم إنا نسألُكَ من خيرِ هذهِ الريحِ وخيرِ ما فيها وخيرِ ما أُمِرَتْ به، ونعوذُ بكَ من شرِّ هذه الريحِ وشرِّ ما فيها وشرَّ ما أُمِرَت به".
قوله:"فإذا رأيتم ما تكرهون"؛ يعني: فإذا رأيتم ريحًا شديدةً تأذيتُمْ بها.
* * *
١٠٨٠ - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ما هَبَّت ريحٌ قطُّ إلا جَثَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على ركبتَيهِ وقال:"اللهم اجعَلْها رحمةً ولا تجعَلها عذابًا، اللهم اجعَلها رياحًا ولا تجعَلها ريحًا".
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: في كتابِ الله - عز وجل -: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا}، و {إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}، وقال:{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}، {أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ}.
قوله:"ما هبت ريحٌ قطُّ إلا جَثَا النبي - عليه السلام - على ركبَتَيْهِ"، (جثا)؛ أي: جَلَسَ على ركبتيه من التواضع، وعرض الخشوع على الله، ومن الفرار من عذاب الله تعالى.
قول ابن عباس إنما قاله لتفسير قوله - عليه السلام -: "اللهم اجعلها رياحًا، ولا تجعلها ريحًا"؛ يعني: كل ما كان في القرآن من الريح بلفظ المفرد؛