اللحد، وهو أبو عبيدة بن الجراح، وجَعْلُ اللحد في القبر وتركُ اللحدِ كلاهما جائز، لأنه لو كان واحدٌ منهما منهيًا لَمَا فعله أبو عبيدة مع أنه من العشرة المبشَّرة بالجنة، وأبو طلحة مع أنه من كبار الصحابة.
قوله:"فقالوا: أيهما جاء"؛ يعني: اختلف الصحابة في أنه يجعل قبر النبي - عليه السلام - مع اللحد، أو من غير اللحد.
فاتفقوا على أن يبعثوا رجلين إلى الذي يلحد، وإلى الذي لا يلحد، فقالوا: أيهما جاء أولًا يعمل عمله، فجاء أبو طلحة، فحفر قبر رسول الله - عليه السلام - مع اللحد.
* * *
١٢٠٨ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّحدُ لنا، والشَّقُّ لغيرِنا".
قوله:"اللحد لنا"؛ يعني: جُعل اللحد في القبر من اختيارنا، وهو أولى عندنا.
قوله:"والشق لغيرنا"؛ أي: تركُ اللحد مختارٌ لأهل الأديان التي قبلنا، وقد قلنا: اللحد وتركُ اللحد جائزٌ، واللحدُ أفضل بدليل هذا الحديث.
* * *
١٢٠٩ - وعن هشام بن عامرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ يومَ أُحُد:"احْفِرُوا، وأَوْسِعُوا، وأَعْمِقُوا، وأَحْسِنُوا، وادفِنُوا، الاثنينِ، والثلاثةَ في قبرٍ واحدٍ، وقدِّموا أكثرَهم قرآنًا".