"وأعمقوا"؛ أي: اجعلوه بعيد القعر، السنة أن يكون القبر قَدْرَ قامة رجلٍ إذا مدَّ يده إلى رؤوس أصابع يديه.
"وأحسنوا"؛ أي: اجعلوا القبر حسنًا بتسوية قعره عن الارتفاع والانخفاض، وتنقيته من التراب، وغير ذلك.
روى هذا الحديث هشام بن عامر، وجدُّ هشام: أمية بن الخشخاش الأنصاري.
* * *
١٢١٠ - وقال جابر: لمَّا كانَ يومُ أحدٍ جاءتْ عَمَّتي بأبي لتدفِنَه في مقابرنا، فنادَى منادِي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رُدُّوا القَتْلى إلى مَضاجِعِها".
قوله:"ردوا القتلى إلى مضاجعها"؛ (ردوا) أمرُ مخاطَبين، يعني: لا ينقل الشهداء من الموضع الذي قُتلوا فيه إلى غيره، بل ادفنوهم حيث قتلوا، وكذلك حكمُ غير الشهيد لا ينقل من البلد الذي مات فيه إلى بلد آخر.
* * *
١٢١١ - عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سُلَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن قِبَلِ رأسِه.
"سل رسول الله - عليه السلام - من قبل رأسه"، (سُلَّ): ماضٍ مجهولٌ، من سَلَّ: إذا جَرَّ؛ أي: أُدخل النبي - عليه السلام - في قبره من قِبَلِ رأسه بأن وُضع رأس الجنازة على مؤخَّر القبر، ثم يُدخل الميت القبر، وبهذا قال الشافعي.
وقال أبو حنيفة: توضع الجنازة فيما قبل القبلة من القبر بحيث يكون مؤخَّرُ