١٢٣٣ - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنْ مُؤمنٍ إلا وله بابانِ بابٌ يصعدُ منهُ عملهُ، وبابٌ ينزلُ منه رِزْقُهُ، فإذا ماتَ بَكَيَا عليه، فذلكَ قوله - عز وجل -: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ}[الدخان: ٢٩].
قوله: "بكيا عليه" ووجه بكائهما عليه: أن الله تعالى خلق السماوات والأرض لعباده من الملائكة والجن والإنس، فمَن صدر خيرٌ منه تحبُّه السماء والأرض، وما كان مشغولًا به من السماء والأرض يتشرَّف لأجله، فإذا مات العبد الذي يتشرَّف به مكانُه وما كان مشغولًا به من السماء والأرض بكيا بفراقه؛ لأنه انقطع خيره من السماء والأرض، ولا شك أن السماء والأرض تحزنان وتبكيان على انقطاع الخير عنهما، هذه صفة المؤمن.
وأما الكافر: تتأذى به السماء والأرض؛ لأنه يصدر منه الكفر والشر، فإذا مات تفرح السماء والأرض بموته؛ لأنه انقطع عنهما كفره وشره، فإذا كان كذلك فلا تبكيان عليه.
* * *
١٢٣٤ - عن ابن عباس قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن كانَ له فَرَطَانِ مِن أمتي أدخلَهُ الله بهما الجنَّةَ"، فقالت عائشةُ رضي الله عنها: فَمَن كانَ له فَرَطٌ مِن أُمَّتِكَ؟، قال: "وَمَن كانَ له فَرَطٌ يا مُوَفَّقةُ"، فقالت: فمَن لم يكنْ له فَرَطٌ مِن أُمَّتك؟، فقال: "فأنا فَرَطُ أمَّتي، لن يُصابوا بمِثْلي"، غريب.
قوله: "من كان له فرطان"، (الفرط) بفتح الفاء والراء: الذي يتقدم القومَ