للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليهيئ أسبابهم في المنزل، حتى إذا وصلوا إلى المنزل تكون أسبابهم مهيَّأة، والمراد هنا: الطفل الذي مات، سمِّي فَرَطًا لأنه يتقدم أبويه في الذهاب إلى الآخرة، يعني: من مات له ولدان عوَّضه الله تعالى الجنة عن مصيبته، وبتجرُّح قلبه بموتهما.

قوله: "فمن كان له فرط"؛ يعني: مَن مات له ولدٌ واحد فهل يكون له هذا الثواب أيضًا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن كان له فرط"؛ يعني: من مات له ولد يكون له هذا الثواب أيضًا.

قوله لها: "يا موفَّقة"؛ يعني: الحرص على معرفة الشرع، والشفقة على الخلق بسؤالِ قَدْرِ ثوابهم، وذكاءُ القلب على السؤال = توفيقٌ من الله الكريم، وأنت موفَّقةٌ بهذه الأشياء.

قوله: "لن يصابوا بمثلي"؛ يعني: لم تصل مصيبةٌ إلى أمتي مثل موتي، هذا يدل على أن المؤمن ليَكُنْ فوتُ ما يتعلق بالدِّين وفوتُ مَن تكون محبته لله تعالى عنه أشدَّ عنده من فوت ما تكون محبتُه نفسانيًا كالولد وغيره.

* * *

١٢٣٥ - وقال: "إذا ماتَ ولدُ العبدِ؛ قال الله لملائكتِهِ: قَبَضْتُم ولَد عبدي؟، فيقولونَ: نعم، فيقول قَبَضْتُم ثَمَرَةَ فؤادِهِ؟، فيقولون: نعم، فيقولُ: ماذا قالَ عبدي؟، فيقولون: حَمِدَكَ واسْتَرْجَعَ، فيقولُ الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنةِ، وسَمُّوهُ بيتَ الحمدِ".

قوله: "واسترجع"؛ أي: قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

قوله: "سمُّوه بيتَ الحمد"؛ أي: اجعلوا اسمَ ذلك البيت: بيت الحمد، أضاف ذلك البيت إلى الحمد الذي قاله عند المصيبة؛ لأن ذلك البيتَ يكون جزاءَ ذلك الحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>