صائِمَتَيْنِ، فعُرِضَ لنا طَعامٌ اشْتَهَيْناهُ، فأَكَلْنا منهُ، قال:"اقْضيا يَوْمًا آخَرَ مَكَانَهُ"، وهذا يُروى فرسلًا على الأَصحَّ عن الزُّهريِّ عن عائشة رضي الله عنها.
"وعن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كنت أنا وحفصةُ صائمتَين، فَعرضَ لنا طعام اشتهيناه، فأكلنا منه فقالت حفصة: يا رسولَ الله! إنَّا كنَّا صائمتَين، فَعرضَ لنا طعام اشتهيناه، فأكلنا منه، قال: اقِضيَا يومًا آخرَ مكانَه": يدل على أنَّ مَن أفطرَ في التطوُّع يلزمُه القضاءُ مكانَه.
قال الخطابي: هذا القضاء على سبيل التخيير والاستحباب؛ لأن قضاء شيءٍ يكون حكمُه حكمَ الأصل.
"وهذا يروى مُرسَلًا على الأصح، عن الزُّهري، عن عائشة".
* * *
١٤٨٧ - عن أم عُمارَة بنت كَعْب: أنَّ النَّبيَّ قال: "إنَّ الصَّائِمَ إذا أُكِلَ عِنْدَهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلائِكَةُ حتَّى يَفْرُغُوا".
"عن أم عُمَارة" بضم العين وتخفيف الميم. "بنت كعب: أنَّ النبي - عليه الصلاة والسلام -" حين دخل عليها، فأتتْه بطعام، فدعاها لتأكلَ هي معه، فقالت: إني صائمةٌ، "قال - عليه الصلاة والسلام -: إن الصائمَ إذا أُكِلَ عندَه"، ومالتْ نفسُه إلى المأكول، فيشتدُّ صومه عليه.
"صلَّت عليه الملائكةُ"؛ أي: يستغفرون له عِوَضًا عن مشقة الأكل.
"حتى يَفْرَغوا"؛ أي: القومُ الآكِلون، قال - صلى الله عليه وسلم - لها ذلك؛ تفريحًا بإتمام صومها.