الحمدُ لله منزلِ الشرائعِ والأحكام، وجاعلِ سنةَ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - مبينةً للحلال والحرام، والهادي من اتبعَ رضوانَه سُبلَ السّلام.
وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، شهادةَ تحقيقِ على الدوام.
وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، أرسلَه رحمة للأنام، وعلى آله وصحبِه الكرام.
أمّا بعد:
فإنَّ الله - جل وعلا - قد هيَّأ لهذه الأمةِ علماءَ ربَّانيين، حَفِظوا حديثَ نبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - في دواوين ألفوها في السُّنن والأحكام، والحلال والحرام، وما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - في فضائل الأعمال ونَفَائسِ الأحوال الداعيةِ إلى طُرق الخيرِ وسُبُل الرشاد، وما دعا إليه من مكارم الأخلاقِ ومحاسنِ الآداب.
وكان كتابُ "مصابيح السُّنة" للإمام محيي السنة، شيخِ الإسلام البَغَويِّ أجمعَ كتابٍ صُنَّف في بابه، وأضبطَ لشواردِ الأحاديث وأَوابِدها (١).
وهو الكتابُ الذي عكف عليه المتعبِّدون، واشتغل بتدريسه الأئمةُ