" عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي - عليه الصلاة والسلام - كان يعتكف العَشرَ الأواخرَ من رمضان حتى توفَّاه الله، ثم اعتكفَ أزواجُه من بعده".
* * *
١٥٠١ - عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - قال: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أَجْوَدُ ما يَكُونُ في رَمَضانَ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضانَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبيّ القُرْآنَ، فإذا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كانَ أَجْوَدَ بالخَيْرِ مَنَ الرِّيح المُرْسَلَة.
"عن ابن عباس أنَّه قال: كان رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم أجودَ الناسِ"؛ أي: أكثرَهم جودًا وسَخَاوةَ.
"بالخير": هو اسم جامع لكل ما يُنتفَع به.
"فكان أجودُ ما يكون"، ما: مصدرية، والتقدير: كان أجودُ أوقاته وقتَ كونهإ في رمضان"؛ يعني: كان - صلى الله عليه وسلم - أكثَر جودًا منه في سائر الشهور؛ لأن الوقتَ إذا كان أشرفَ يكون الجودُ فيه أفضلَ.
"كان جبرائيلُ يلقاه"؛ أي: ينزلُ عليه "كلَّ ليلةٍ في رمضان يَعرِض عليه القرْآنَ"؛ أي: يقرأ عليه، وهذا تشريف من لله الكريم إليه - صلى الله عليه وسلم -.
"فإذا لقيَه جبرائيلُ كان أجودَ بالخير من الريح المرسلة"؛ أي: التي أرسلَها الله بالبشرى والرحمة في سرعة النفع والمبادرة إلى إيصال الخير.