التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من المغرب إلى يوم القيامة.
وقيل: هذا مخصوصٌ لمن شاهد طلوعها، فمن وُلِدَ بعد ذلك أو بَلَغَ وكان كافراً فآمن، أو مذنبًا فتاب يُقْبَل إيمانه وتوبته لعدم المشاهدة.
* * *
١٦٧١ - وقال: "لَلَّهُ أَشدُّ فَرَحًا بتوبةِ عبْدِهِ حينَ يَتُوبُ إليه مِن أَحدِكم كانَ مَعَهُ راحلَتُهُ بأَرضٍ فَلَاةٍ، فانفلَتَتْ منهُ، وعليها طَعامُهُ وشرابُهُ، فأَيسَ منها، فأَتَى شجرةً، فاضطَجَعَ في ظِلِّها قد أَيسَ مِنْ راحِلَتِهِ، فبَينَما هوَ كذلك إذ هُوَ بها قائمةً عندَهُ، فأَخَذَ بخِطَامِها، ثم قالَ مِن شدَّة الفَرَحِ: اللهمَّ أنتَ عَبْدي، وأنا ربُّكَ، فأَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفرَحِ".
"وعن أنس أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لَلَّه" بفتح اللام، للابتداء أو القسم.
"أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه"، (الفرح): كنايةٌ عن الرضاء وسرعة القبول؛ أي: أرضى وأقبل لها.
"من أحدكم"؛ أي: من فرح أحدكم.
"كان [على] راحلته بأرضٍ فلاة"؛ أي: مفازة بعيدة من الأُنْسِ والعَمَارة.
"فانفلتت"؛ أي: نَفَرَتْ.
"عنه وعليها طعامه وشرابه"؛ يعني: زاده وماؤه على ظهرها.
"فَأَيسَ منها"؛ يعني: كان حزنه على غاية الشِّدة بذهاب الرَّاحلة وخوف نفسه من عدم الزاد والماء.
"فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها، قد أَيسَ من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها"؛ أي: الرجل حاضر بتلك الرَّاحلة حال كونها "قائمة عنده"، من غير
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute