١٧٦٥ - عن أبي سَعيد الخُدْري - رضي الله عنه - قال: قَالَ رجلٌ: همومٌ لَزِمَتنيِ وديونٌ يا رسولَ الله؟ قال:"أفلا أُعَلِّمُكَ كلامًا إذا قُلْتَه أَذْهَبَ الله هَمَّكَ، وقَضَى عَنْكَ دينَكَ؟ قال: قلتُ: بلىَ، قال: "قل إذا أَصبَحتَ وإذا أَمسَيْتَ: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، وأَعوذُ بك من الجُبن والبُخْلِ، وأَعوذُ بكَ مِنْ غَلَبةِ الدّيْنِ وقَهْرِ الرِّجالِ"، قال: ففعلْتُ ذلك، فأذهَبَ الله هَمِّي، وقَضَى عني دينِي.
"عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: قال رجلٌ: هموم لزمَتْنِي"؛ أي: عَليَّ همومٌ، جمع الهَمِّ، وهو الحُزْنُ، حُذِفَ الخبرُ لدلالة (لزمتني) عليه.
"ديونٌ يا رسول الله! قال: أفلا أعلِّمُكَ" الفاء عطف على محذوف؛ أي: ألا أُرشِدُك فأعلِّمُك "كلامًا إذا قلته أذهبَ الله همَّكَ وقضَى عنك دينَك؟ قال: قلت: بلى، قال: قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ: اللهم إني أعوذُ بك من الهَمِّ والحَزَن"، قيل: هما واحد، وإنما عطفَ أحدَهما على الآخر لاختلاف اللَّفْظَين، وقيل: الحَزَنُ يكون على ما مضى، والهمُّ على ما يستقبل.
"وأعوذُ بك من العَجْز والكَسَل"؛ أي: التثاقُل عن الشيء المحمودِ مع القدرة عليه.
"وأعوذُ بك من البُخْل"، وهو تَركُ أداءِ الزكاة والكَفَّارات، وردُّ السائل، وترك الأضياف، ومنعُ العِلم لمحتاج إليه.