"ومتعنا"؛ أي: اجعلنا منتفعين "بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا"؛ أي: مدةَ حياتنا، التمتيع بالسمع والبصر: إبقاؤهما صحيحين إلى الموت.
وقيل: أراد بالسمع وَعْيَ ما يسمع والعملَ به، وبالبصر الاعتبارَ بما يرى، وهكذا في سائر القوى.
"واجعله"؛ أي: ذلك التمتيع "الوارث منا" أراد به هنا السمع والبصر، وبالميت فتور الأيدي والأرجل وسائر القوى؛ يعني: أبق علينا قوة أسماعنا وأبصارنا بعد ضعف أعضائنا الأخرى إلى وقت الموت، حتى لا نحرم من سماع كلامك والمواعظ، ولا من إبصار ما لنا فيه خير واعتبار، وهذان العضوان أنفع الأعضاء الظاهرة.
"واجعل ثأرنا"؛ أي: حقدنا وعداوتنا.
"على من ظلمنا، من المسلمين حتى نستوفي حقوقنا منه، لا على مَن لا حقَّ لنا عنده، حتى لا نؤذي أحداً بالباطل.
"وانصرنا على من عادانا" حتى ندرك منه بنصرك العزيز، أو معناه: لا تجعلنا ممن يتعدى في طلب ثأره فنأخذ به غير الجاني، كما كان كذلك يفعل في الجاهلية.
"ولا تجعل مصيبتنا في ديننا" باعتقاد سوءٍ وأكلِ حرام، ونقصٍ في العبادة.
"ولا تجعل الدنيا أكبر همنا"؛ يعني: لا تجعل أكبر قصدنا وحزننا لأجل الدنيا، بل اجعله مصروفاً في عمل الآخرة.
"ولا مبلغ علمنا"، (المبلغ): الغاية التي يبلغها القاصد فيقف عندها؛ أي: لا تجعلها غاية علمنا بحيث لا نعلم ولا نتفكر إلا في أحوال الدنيا، بل