للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلم فانصرف، فأتى الصفا، فطاف بالصفا والمروة سبعة أطواف (١)، ثم لم يحل من شيء حرم منه حتَّى قضى حجه ونحر هديه يوم النحر، وأفاض فطاف بالبيت، ثم حل من كل شيء حرم منه، وفعل مثل ما فعل رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - مَن ساق الهدي من النَّاس".

* * *

١٨٤٤ - وعن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "هذِهِ عُمْرَةٌ اسْتَمْتَعْنَا بِها، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ الهَدْيُ فَلْيَحِلَّ الحِلَّ كُلَّهُ، فإنَّ العُمْرَةَ قَدْ دَخَلَتْ في الحَجَّ إلى يَوْمِ القيامَةِ".

"وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: هذه عمرة استمتعنا بها" استَدَلَّ به مَن قال: إنه عليه الصَّلاة والسلام كان متمتعاً، فمعناه: أنه استمتع بأنَّ قدَّم العمرةَ على الحج، واستباح محظورات الإحرام بعد الفراغ من العمرة حتَّى يحرم بعد ذلك بالحج، ومن قال: إنه كان قارناً، أوَّلَ قولَه: (استمتعنا) بأنَّ: استَمْتَعَ من أمرتُه من أصحابي بتقديم العمرة على الحج، فأضاف فعلهم إلى نفسه لأنَّه هو الآمر.

"فمن لم يكن عنده الهدي فليَحِلَّ الحلَّ كلَّه" تأكيد له؛ أي: فليَجْعَلَ حلالاً على نفسه جميعَ ما حلَّ له قبل الإحرام بالعمرة بعد الفراغ من أفعالها.

"فإنَّ العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة"؛ يعني: إن دخولها فيه في أشهُره لا يختص بهذه السنة، بل يجوز في جميع السنين.

* * *


(١) في "ت" و "غ": "أشواط".

<<  <  ج: ص:  >  >>