"الذي يُرمى به جمرة العقبة": ولا ترموا الكبار كيلا يتأذى الناس.
"وقال: لم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبي حتى رمى الجمرة".
* * *
١٨٨٦ - وعن جابر - رضي الله عنه - قال: أفاضَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَمْعٍ وعلَيْهِ السَّكينةُ، وأَمَرَهُمْ بالسَّكِينَةِ، وأَوْضَعَ في وادي مُحَسِّر، وأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُوا بمثلِ حَصَى الخَذْفِ، وقال:"لَعَلِّي لا أَرَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذا".
"عن جابر - رضي الله عنه - أنه قال: أفاض النبي - عليه الصلاة والسلام - من جمع" يقال: أفاض من المكان: إذا انصرف وأسرع منه إلى مكان آخر.
"وعليه السَّكينة والوقار، وأمرهم بالسكينة، وأوضع"؛ أي: أسرع "في وادي محسِّر، وأمرهم أن يرموا بمثل حصى الخذف، وقال: لعلِّي لا أراكم بعد عامي هذا" وهذا وداع منه - عليه الصلاة والسلام - للأمة، و (لعلّ) هنا للظن؛ أي: تعلَّموا مني أحكام الدين، فإني أظن أنْ لا أراكم في العام القابل، وكان الأمر كما ظن عليه الصلاة والسلام، فإنه فارق الدنيا في الثاني عشر من ربيع الأول في السنة العاشرة من الهجرة.
* * *
مِنَ الحِسَان:
١٨٨٧ - عن محمد بن قَيْس بن مَخْرَمَة قال: خَطَبَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنَّ أَهلَ الجاهِليَّةِ كانوُا يَدْفَعُونَ مِنْ عَرفةَ حينَ تكون الشَّمسُ كأنَّها عَمائِمُ الرِّجالِ في وجُوهِهِمْ قبلَ أنْ تغرُبَ، ومِنَ المُزْدلفَةِ بعدَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ حينَ تكون كأنَّها عَمائِمُ الرِّجالِ في وجُوهِهِمْ، وإنَّا لا نَدْفَعُ مِنْ عَرَفَةَ حتَّى تَغْرُبَ