الإقطاع على وجهين؛ أحدهما: أنه أقطعه العَرْصة ليبني فيها، والعربُ تسمي المنزل قبل البناء داراً، فعلى هذا صارت ملكاً له بالبناء، والثاني: أن إقطاع المهاجرين كان على سبيل العارية، وإليه ذهب أبو إسحاق المروزي، فعلى هذا: لا يجري فيها الإرث، وتركت في أيدي أزواجهم بعدهم على سبيل الإرفاق بالسُّكنى.
"وهي بين ظهراني عمارة الأنصار"، يقال أقام بين ظهرانيهم؛ أي: بينهم على سبيل الاستظهار بهم والاستناد إليهم، زيدت الألف، والنون مفتوحة للتأكيد، "من المنازل والنخل" بيان لعمارة الأنصار، "فقال بنو عبد بن زهرة" هم حي من قريش أخوال النبي عليه الصلاة والسلام كانوا من المهاجرين، وكانت أمه - عليه الصلاة والسلام - منهم، "نكِّب"؛ أي: اصْرِف "عنا ابن أم عبد"، يعنون به عبد الله بن مسعود، وإنما قالوا ذلك استهانة بقربه، وسآمة عن مجاورته، وسألوا الرسول عليه الصلاة والسلام أن يسترد منه ما أقطعه، "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلم ابتعثني الله إذاً"؛ أي: فما الفائدة في ابتعاثي إلى الخلق بالرسالة إذا لم أُسوِّ بين الضعيف والقوي في أخذ الحق من صاحبه له، وإن ابن مسعود ضعيف فقير وأنتم أقوياء أغنياء، فلا أترك معاونته ولا أسترد ما أعطيته لأجل رضاكم، "إنَّ الله لا يقدِّس أمة"؛ أي: لا يطهرهم من الذنوب والآفات، "لا يؤخذ للضعيف" الجملة صفة (أمة)، "فيهم حقه" لا يؤخذ حق الضعيف الذي فيهم.
* * *
٢٢١٨ - عن أبي صِرْمَةَ - رضي الله عنه - صاحبِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَن ضارَّ أَضَرَّ الله بهِ، ومَن شاقَّ شَقَّ الله عليه".
"عن أبي صرمة" بكسر الصاد "صاحب النبي عليه الصلاة والسلام، عن