"فقلت: يا رسول الله! بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، قلت: فذراري المشركين"؛ أي: فما حكمهم.
"قال من آبائهم"؛ أي: يعلم من حكم آبائهم.
"قلت: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين" أو معناه: أتباع لآبائهم، فلا يصلَّى عليهم ولا يثبت الإرث بينهم وبين المسلمين كآبائهم.
* * *
٩٠ - عن ابن مَسْعودٍ - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"الوائدةُ والمَوؤدةُ في النَّارِ".
"وعن ابن مسعود عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: الوائدة"؛ أي: التي تدفن بنتها في القبر وهي حية فرارًا من الفقر أو العار.
"والموؤدة"؛ أي: المدفونة حية.
"في النار" روي: أن ابني مليكة أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالا: إن أُمَّنا وأدت بنتًا لها، فقال - عليه الصلاة والسلام - هذا الحديث.
أما الوائدة فلأنها كانت كافرة، وأما الموؤدة فلأنها ولد الكافر، فيحتمل أنها كانت بالغة، ويحتمل أن تكون غير بالغة ولكن علم - صلى الله عليه وسلم - بالمعجزة كونها من أهل النار، فلا يتعين القطع بهذا الحديث على تعذيب أطفال المشركين؛ لأنه ورد في قضية خاصة فلا يجوز حمله على العموم مع الاحتمال.
وقيل: المراد بالوائدة: القابلة، وبالموؤدة لها وهي أم الطفل، وكان من عادة نساء العرب إذا أخذ إحداهن الطلقُ حفرت لها حفرة عميقة فجلست عليها، والقابلة وراءها تترقب الولد، فإن أتت بابن أمسكته، وإن أتت بنتٌ ألقتها في