"وعن أسامة أنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" لأن الطباع تميل إليهن كثيرًا، فيقع في الحرام والقتال والعداوة بسببهن، وإنما قال:(بعدي)؛ لأن كونهن فتنة صار أظهر بعده وأضر.
* * *
٢٢٩١ - وقال:"إنَّ الدُّنيا حُلْوةٌ خَضرةٌ، وإن الله مُستَخلِفُكم فيها فينظرُ كيفَ تعملونَ، فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النساءَ، فإنَّ أولَ فِتْنِة بني إسرائيلَ كانتْ في النساءِ".
"وعن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الدنيا حلوة خضرة"؛ أي: طيبة زينة في قلوبكم وعيونكم، "وإن الله مستخلفكم فيها"؛ أي: جاعلكم خلفاء في الدنيا؛ يعني: أنتم بمنزلة الوكلاء في التصرف فيها، وإنما هي في الحقيقة لله تعالى.
"فينظر كيف تعملون"؛ أي: تتصرفون، أو معناه: جاعلكم خلفاء مَنْ كان قبلكم وأعطى ما في أيديهم إياكم، فينظر هل (١) تعتبرون بحالهم وتدبرون في مالهم.
"فاتقوا الدنيا"؛ أي: فاحذروا من الاغترار بما فيها من الدولة والمال، واقنعوا منها بما يسد حالكم فإنكم ستحاسبون يوم القيامة.
"واتقوا النساء"؛ أي: احذروهن بأن تميلوا إلى المنهيات بسببهن، ولا تقبلوا لهن قولًا غير مرضي شرعًا.
"فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" قصة هذا يروى: أن رجلًا من بني إسرائيل اسمه عاميل طلب منه ابن أخيه أو ابن عمه أن يزوجه ابنته، فأبى،