"فإذا خرجت" من حِرزها "استشرفها الشيطان"؛ أي: أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها ويغوي غيرها بها فيوقعهما أو أحدهما في الفتنة، أو يريد بالشيطان: شيطان الإنس من أهل الفسوق؛ أي: إذا رأوها بارزة واستشرفوها طَمَحوا بأبصارهم نحوها.
* * *
١٢١٠ - وعن برَيْدةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لعليٍّ:"يا عليُّ! لا تتبعِ النَّظرةَ النظرةَ، فإنَّ لكَ الأولى وليسَتْ لكَ الآخِرةُ".
"وعن بريدة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي: يا علي! لا تتبع النظرة النظرة"؛ أي: لا تتبع النظرة الأولى نظرةً أخرى، "فإن لك الأولى"؛ يعني: لا إثم عليك في النظرة الأولى إذا كانت فجأة من غير قصد، "وليست لك الآخرة"؛ أي: النظرة الآخرة يكون عليك بها إثم لأنها باختيارك.
* * *
٢٣١١ - عن عَمرِو بن شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "إذا زَوَّجَ أحدكم عبدَه أَمَتَهُ فلا ينظرْ إلى عَورتها".
وفي روايةٍ:"فلا ينظرْ إلى ما دونَ السُرَّةِ وفوقَ الرُّكبةِ".
"عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا زوج أحدكم عبده أمته فلا ينظر إلى عورتها"؛ لأنها حرمت عليه، "وفي رواية: فلا ينظر ما دون السرة وفوق الركبة"، وهذا بيان لما يراد من قوله، فلا ينظر إلى عورتها لأن عورة الأَمَة ما بين السرة والركبة.