"ما ليس منه"؛ أي: شيئًا لم يكن له سند ظاهر أو خفي من الكتاب والسنة.
"فهو رد"؛ أي: الذي أحدثه مردود باطل.
* * *
١٠٢ - وعن جابر - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمَّا بعدُ، فإنَّ خَيرَ الحديث كتابُ الله، وخَيْرُ الهُدي هَدْي محمدٍ، وشرُّ الأُمورِ مُحدثاتُها، وكلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعةٌ، وكلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ.
"وعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أما بعد": هاتان الكلمتان يؤتى بهما لفصل الخطاب كأنه صدَّر هذا الحديث في أثناء خطبته - صلى الله عليه وسلم - ووعظه.
"فإن خير الحديث"؛ أي: الكلام "كتاب الله" الفاء جواب لـ (أما)؛ لأن فيه معنى الشرط.
"وخير الهدي هَدْي محمد"(الهدي) بفتح الهاء وسكون الدال: الطريق والسيرة، يطلق على الواحد والتثنية والجمع، فالأول الجمع، والثاني الواحد؛ أي: خير الطريق والسير طريق محمد وسيرته.
"وشر الأمور محدَثاتها" بفتح الدال: جمع محدثة، وهي البدعة من الأفعال والأقوال.
"وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" لأن الضلالة ترك الطريق المستقيم والذهاب إلى غيره، والطريق المستقيم الشريعة، وخُص من هذا الحكم البدعةُ الحسنة.