ذهب أبو حنيفة والشافعي ومالك وأَحمد إلى أن من أتى بهيمة يعزَّر ولا تقتل البهيمة، والحديث محمول على الزجر والوعيد.
* * *
٢٧٠١ - وعن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَخوَفَ ما أَخافُ على أمَّتي عملُ قومِ لُوْطٍ".
"وعن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أخوف" أفعل تفضيل للمفعول.
"ما أخاف على أمتي عمل قوم لوطًا"؛ يعني: إتيان المذكور، وإنما أضاف إليهم هذا العمل؛ لأنهم هم الفاعلون ابتداء، كما قال الله تعالى:{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}[العنكبوت: ٢٨].
* * *
٢٧٠٢ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رَجُلًا من بني بكرِ بن ليثٍ، أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأَقَرَّ أنَّه زَنَى بامرأةٍ أربعَ مرَّات فجلدَه مِئَةً، وكانَ بِكرًا، ثم سألَهُ البينَةَ على المرأةِ فقالت: كذبَ فجُلِدَ حدَ الفِرْيَةِ ثمانينَ.
"عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه: أن رجلًا من بني بكر بن ليث أتى النَّبِيّ صلى الله تعالى عليه وسلم فأقر أنَّه زنى بامرأة أربع مرات، فجلده مئةً وكان بكرًا، ثم سأله"؛ أي: النَّبِيّ صلى الله تعالى عليه وسلم الرجلَ.
"البينةَ على المرأة فقالت: كذب، فجُلد حدَّ الفِرْية"؛ أي: القذف؛ يعني: جلد ذلك الرَّجل الذي أقر بالزنا حدَّ القذف "ثمانين" جلدة لقذفه إياها بالزنا.