"وعن أبي رافع: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا أُلفِيَنَّ" بالنون المؤكدة؛ أي: لا أجدَنَّ.
"أحدكم متكئًا": مفعول ثانٍ.
"على أريكته": وهي سرير مزيَّن في قُبة أو بيت، والمراد بهذه الصفة: أصحاب الترفُّه والدَّعَة، كما هو عادة المتكبرين المتجبرين القليلي الاهتمام بأمر الدِّين.
"يأتيه الأمرُ"؛ أي: الشأنُ من شؤون الدِّين.
"من أمري": بيان للأمر.
"أمرتُ به": بيان لـ (أمري)، أو بدل منه.
"أو نهيتُ عنه، فيقول": عطف على (يأتيه)؛ أي: يقول ذلك الأحد: "لا أدري"؛ أي: غيرَ القرآن.
"ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه"؛ أي: يقول: هذا الأمر الذي أَمَرَ به - صلى الله عليه وسلم - أو نهَى عنه لم نجده في كتاب الله تعالى، فلا نتبعه؛ يعني: لا يجوز الإعراض عن حديثه - عليه الصلاة والسلام -؛ لأنَّ المُعرِضَ عنه مُعرِضٌ عن القرآن، قال الله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧].
* * *
١٢٧ - عن المِقْدام بن مَعْدِيْ كَرِب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا إنِّي أُوتيتُ القرآنَ ومثْلَهُ معهُ، لا يُوشكُ رجلٌ شَبْعانُ على أريكتِه يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتُم فيه مِنْ حلالٍ فأَحِلُّوه، وما وجدتُمْ فيهِ مِنْ حرامٍ فحرّمُوه، وإن ما حرَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرَّم الله، ألا لا يحلُّ لكم الحمارُ