"وسأحدثك عنهما؛ أما السن فعظم": وهذا يدل على أن الذبح لا يحصل بشيء من العظام، وعليه الأكثر والشافعي، وقال بعض أصحابه: يحصل الذبح بعظم مأكول اللحم، وعامة أصحابه على خلافه.
"وأما الظفر فمُدَى الحُبُش" بضم الحاء: جمع الحبش؛ يعني: أنهم يحلون أظفارهم محل المدى.
"وأصبنا نهب إبل وغنم"؛ يعني: أغرنا على قوم من الكفار، فوجدنا إبلًا وغنمًا.
"فندَّ منها بعير"؛ أي: نفر وتوحش.
"فرماه رجل بسهم، فحبسه"؛ أي: منعه من التوحش والنفار.
"فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: إن لهذه الإبل": اللام في (لهذه) بمعنى: من، والإشارة إلى جنس الإبل.
"أوابد": جمع آبدة، وهي التي توحشَّت ونفرت.
"كأوابد الوحش"، وفي"الصحاح": يقال: مكان وَحْش - بالتسكين -: إذا خلا عن الناس؛ يعني: ما نفرت من الحيوانات الأهلية يصير كالصيد الوحشي في حكم الذبح.
"فإذا غلبكم منها شيء، فافعلوا به هكذا"؛ يعني: فارموه بسهم؛ لأن ذكاته اضطرارية، فجميع أجزائه مذبح، وكذا لو وقع بعير في البئر منكوسًا.
وقال مالك: الآبدة ليست كالوحشية في حكم الذبح، وفي الحديث حجةٌ عليه.
* * *
٣١١٠ - عن كعبِ بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّه كانتْ لهُ غنمٌ ترعَى بسَلْع فأبصرَتْ