"ولا فقه في الدِّين"؛ أي: معرفة بالعلوم الشرعية؛ إذ لا اعتقادَ له، ولو تعلم منها يكون لمصلحة الأمور الدنيوية ودفع السيف عن نفسه.
والحديث يدل على عظم قَدر هاتين الخصلتين، وفيه: تحريض للمسلمين عليهما لينالوا فضيلةَ ما لا يناله المنافقون.
* * *
١٦٨ - وقال:"مَنْ خَرَجَ في طَلَبِ العِلْمِ فهو في سَبيلِ الله حتَّى يرجِعَ"، رواه أنس - رضي الله عنه -.
"وعن أنس - رضي الله عنه - أنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَن خرج" من بيته "في طلب العلم فهو في سبيل الله"؛ أي: في الجهاد.
"حتى يرجع" إلى بيته؛ يعني: يحصل له أجر الجهاد؛ لأنَّ الدِّينَ يعلو بالعلم ويحيا به، كما يعلو بالجهاد.
* * *
١٦٩ - وقال:"مَنْ طَلَبَ العِلمَ كان كفّارةً لِما مضَى"، رواه عبد الله بن سَخْبَرَة الأزدي - رضي الله عنه -. ضعيف.
"وعن سَخْبَرة الأزدي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: مَن طلبَ العلمَ كان كفارة لما مضى" من ذنوبه، والكفارة: ما يَستر الذنوبَ ويُزيلها، من "كَفَرَ" إذا سَتَرَ.