أَغْلَالًا} [يس: ٨] وقد يكونُ بُخلاً لقوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}[الإسراء: ٢٩] وقد يكون كفًّا عن المعاصي بأنَّ يراه الصالح.
وقيل: ضمير (قال) يعود إلى أيوب، وهو الذي يَروي عن ابن سيرين - رضي الله تعالى عنه - كان يعودُ إلى ابن سيرين، أو في (قال) ضمير ابن سيرين، وفي (كان) ضمير أبي هريرة، وإنَّما يكره الغُلَّ؛ لأنَّه تقييدُ العُنُقِ وتثقيلُه، وذلك يكونُ بتحمُّلِ الدِّيون، أو المظالم، أو كونهِ محكوماً ورقيقاً متعلِّقاً بشيء، أو لأنَّه في حقِّ الكُفار في النَّار.
"ويُعجبُه القَيْدُ"؛ أي: يحبُّ القَيْد.
"ويقال: القيدُ ثباتٌ في الدِّين"؛ يمنعه صاحبُه عن النُّهوض والتقلُّب، فهو كالوَرَعِ المانعِ صاحبَه عمَّا لا يوافِقُ الدِّين، وهذا إذا كان مقيَّداً في مسجدٍ أو في سبيلٍ من سُبُل الخير، أو عملٍ من أعمال البرِّ، فإنْ رآه مسافِراً فهو إقامةٌ عن السَّفَر.
"وأدرجَ بعضُهم الكُلَّ في الحديثِ"، قال أبو عبد الله الثَّقفيُّ: عن أيوبَ السِّجستاني عن محمدِ بن سيرينَ: إنَّ الرؤيا ثلاثة. . . إلخ، من جملة الحديثِ لا مِن قولِ محمد بن سيرين.
* * *
٣٥٦٧ - عَنْ جَابرٍ قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: رأيتُ في المَنامِ كَأنَّ رأْسِي قُطِعَ، قال: فضحِكَ النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - وقال:"إذا لَعِبَ الشَّيطَانُ بأحدِكمُ في مَنامِه فلا يُحدِّثْ به النَّاسَ".
"عن جابرٍ - رضي الله عنه - أنه قال: جاءَ رجل إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: رأيتُ في المنامِ كأنَّ رأسي قُطِعَ، قال"؛ أي: جابر: "فضَحِكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: إذا لعبَ الشيطانُ