ما يشتدُّ قبحُه من الذنوب، والمرادُ به هنا التعدِّي بزيادةِ القُبْحِ في القولِ والجواب.
"فإنَّ الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ والتَّفَحُّشَ"، وهو التكلُّفُ في التلفُّظِ بالفُحْشِ، قال - صلى الله عليه وسلم - لعائشة ذلك لمكان قولهِا واللَّعْنَة.
"وفي رواية: لا تَكُوني فاحشةً"؛ أي: متكلُمَة بكلامٍ قبيحِ.
"قالت: أولم تسمَع ما قالوا؟ قال: رددتُ عليهم فيستجابُ لي فيهم، ولا يُستجابُ لهم فيَّ".
* * *
٣٥٨٩ - عن أُسَامةَ بن زيدٍ: أنَّ رَسُولَ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - مَرَّ بمجلِسٍ فِيْهِ أَخْلَاطٌ مِن المُسلِمِينَ والمُشرِكينَ عَبَدَةِ الأوْثَانِ واليَهودِ، فَسَلَّم عليهم.
"عن أسامَة بن زيدٍ: أن رسولَ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - مرَّ بمجلسٍ فيه أَخْلَاطٌ"، بفتح الهمزة: جمعُ خِلْط؛ وهو ما يُخْلَط.
"واليهودِ، فسلَّم عليهم"، وهذا يدلُّ على جواز السلامِ على الكُفَّار إذا كان بينهم مُسْلِمٌ بنيَّة السلامِ على المُسْلِم.
* * *
٣٥٩٠ - عن أبي سَعِيْدٍ الخُدرِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إيَّاكُم والجُلُوسَ في الطُّرقَاتِ"، فَقَالُوا: يا رسولَ الله! ما لَنا مِنْ مَجَالِسِنا بُدٌ، نتَحدَّثُ فيها، قالَ:"فإذا أبَيْتُم إِلَاّ المَجْلِسَ فأَعطُوا الطَريْقَ حقَّهُ"، قالوا: وما حَقُّ الطَّرِيْقِ يا رسولَ الله؟