"وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي ولا تكنُّوا بكنيتي فإني إنما جُعلت قاسمًا"؛ أي: كُنيت بأبي القاسم لأني "أَقْسِم بينكم"؛ أي: البشارة للصالح والإنذار للطالح، وكان يتولَّى القسمة من قِبَلِ الله تعالى في العلم الذي يُوْحَى إليه، وإنزال الناس منازلهم في الفضيلة، وإعطائه المالَ إياهم على قَدْر غناهم وحَسَبِ حاجتهم، ولما لم يكن أحد يشاركه في هذا المعنى منع أن يكتني به غيره بهذا المعنى.
* * *
٣٦٨٩ - عَنْ ابن عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُم إلَى الله: عَبْدُ الله وعَبْدُ الرَّحْمَنِ".
"عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" وإنما صار هذان الاسمان أحبَّ إليه تعالى؛ لأن أحدهما إضافة إلى أعلى أسماء الله الذي خصَّ التوحيد به في كلمة الشهادة، والآخر إضافة إلى اسمه الرحمن الدال على كمال رحمته العامة بكلِّ خليقته.