"وما يُخاف أحدٌ" بصيغة المجهول؛ أي: مثلَ ما أُخِفتُ.
"ولقد أُوذيتُ في الله، وما يُؤذَى أحَدٌ"؛ أي: مثلَ ما أُوذيتُ؛ يعني: كنتُ وحيدًا في ابتداء إظهاري الدينَ، فخوَّفني الكفارُ وآذَوني في ذلك، ولم يكن معي أحد يوافقني في تحمُّل الأذيَّة.
"ولقد أتَتْ عليَّ"؛ أي: قد كان بعضُ الأوقات مرَّ عليَّ.
"ثلاثون من بين ليلةٍ ويومٍ"، (بين): زائدة، تقديره: من ليلةٍ ويومٍ كان بلالٌ رفيقي في ذلك الوقت.
"وما لي ولبلالٍ طعامٌ يأكلُه ذو كبد": هذا إشارة إلى قلته، والمراد بـ (ذو كبد) هاهنا: نحو الفأرة والهِرَّة مما يَشبَع بأدنى شيء.
"إلا شيءٌ": بدل من (طعام).
"يُوارِبه"؛ أي: يسترُه.
"إبطُ بلال" من خبز ونحوه، كنَّى بالمواراة تحت الإبط عن الشيء اليسير، وعن عدم ما يُجعَل فيه الطعامُ من الظَّرف.
٤٠٦٤ - عن أبي طَلْحَةَ قال:"شَكَونْا إلى رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الجُوعَ، ورَفْعنا عنْ بُطونِنا عنْ حَجَرٍ حَجَرٍ، فرفعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عنْ بَطْنِه عنْ حَجَرَينِ"، غريب.
"عن أبي طلحة - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوعَ، ورفعْنا عن بطوننا عن حَجَرٍ حَجَرٍ": بدل اشتمال، كما تقول: زيدٌ كشفَ عن وجهِه عن حُسنٍ خارقٍ.
عادة أهل الرياضة إذا اشتد جوعُهم أن يربطَ كلُّ واحدٍ منهم حَجَرًا على