أمتُك، ومع هؤلاء سبعون ألفًا قُدَّامَهم يدخلون الجنةَ بغير حساب، هم الذين لا يتطيَّرون ولا يَسْتَرْقُون ولا يَكْتَوُون" من: الكَيِّ.
"وعلى ربهم يتوكلون، فقام عُكاشة" - بضم العين وتشديد الكاف وتخفيفها - "ابن مِحْصَن فقال: يا رسولَ الله! ادع الله أن يجعلَني منهم، فقال: اللهم اجعلْه منهم، ثم قام رجل آخر"، قيل: هو سعد بن عبادة.
"فقال: يا رسولَ الله! ادع الله أن يجعلَني منهم، فقال سَبَقَك بها"؛ أي بتلك الدعوة والمسألة "عُكاشةُ"؛ لأنه لم يُؤذَن له في ذلك المجلس بالدعاء إلا لواحد.
وفيه: تحريض للناس على المسارعة إلى الخيرات وطلب الأدعية الصالحة من الصالحين والصالحات؛ لأن في التأخير آفاتٍ، وقيل: كان ذلك الرجلُ منافقًا ولم يكن مستحقًا لتلك المنزلة، فأجابه - صلى الله عليه وسلم - بكلامٍ محتمل، ولم يُرِدِ التصريحَ له بأنك لستَ منهم؛ لحسن خُلقه.
* * *
٤٠٩٠ - عن صُهَيْبٍ قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمنِ، إِنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ له خيرٌ، وليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلَّا للمُؤْمنِ، إنْ أصابتْهُ سرَّاءُ شَكَرَ فكانَ خيرًا لهُ، وإنْ أصابتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فكانَ خَيْرًا لهُ".
"عن صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عجبًا لأمر المؤمن! إن أمرَه كلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابتْه سَرَّاء شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضَرَّاءُ صبر فكان خيرًا له".
* * *
٤٠٩١ - وقال: "المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وأَحَبُّ إلى الله مِنَ المُؤْمنِ