للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والاحتراف، بل لتعليمهم وتعريفهم أن الرازقَ هو الله تعالى.

قال الشيخ أبو حامد: مَن ظنَّ أن التوكلَ تركُ الكسب بالبدن والتدبير بالقلب فقد أخطَأ؛ فإنه حرامٌ في الشرع.

وقال الإمام القُشيري: محلُّ التوكل القلبُ، والحركةُ بالظاهر لا تنافيه.

* * *

٤٠٩٣ - عن عبدِ الله بن مَسْعودٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيُّها النَّاسُ! ليسَ مِنْ شيءٍ يُقرِّبُكُمْ إلى الجَنَّةِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ النارِ إلَّا قدْ أَمَرْتُكُمْ بهِ، وليسَ شيءٌ يُقرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ ويُباعِدُكُم مِنَ الجنَّةِ إلَّا قدْ نَهيتُكُمْ عنهُ، وإنَّ الرُّوحَ الأَمينَ - ويُروى: وإنَّ رُوحَ القُدُسِ - نَفَثَ في رُوْعِي: أنَّ نَفْسًا لنْ تموتَ حتَّى تَستكمِلَ رِزْقَها، ألا فاتَّقُوا الله وأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّكُمُ استِبْطاءُ الرِّزْقِ أنْ تَطلُبوهُ بمَعاصِي الله، فإنَّهُ لا يُدرَكُ ما عِندَ الله إلَّا بطاعتِهِ".

"عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أيها الناسُ! ليس من شيء"، (من): زائدة.

"يقرِّبكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا قد أمرتُكم به، وليس شيءٌ يقرِّبكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا قد نَهيتُكم عنه، وإن الروحَ الأمينَ"؛ يعني: جبريل عليه الصلاة والسلام.

"ويروى: وإن رُوحَ القدسِ نفثَ"؛ أي أَوحَى أو نفخَ.

"في روعي"؛ أي في نفسي وقلبي، والغرض: أنه أَوحَى إليه وحيًا غيرَ جَلِىٍّ.

"أن نفسًا" بفتح الهمزة ويجوز الكسر؛ لأن الإيحاءَ في معنى القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>