للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَدَّ بَصَرِه، ويُفتَحُ لهُ بابٌ إلى الجَنَّةِ، وإذا دُفِنَ العَبْدُ الفاجِرُ أو الكافِرُ قالَ لهُ القَبْرُ: لا مَرحَبًا ولا أهلًا، أمَا إنْ كنتَ لأَبغَضُ مَنْ يَمشي على ظَهري إليَّ، فإذْ وُلِّيتُكَ اليومَ وصِرْتَ إليَّ فَسَترَى صَنيعي بكَ، قال: فيَلْتَئِمُ عليهِ حتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاعُهُ قالَ: وقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بأصابعِهِ، فأَدْخَلَ بعضَها في جَوْفِ بعضٍ، قال: "ويُقيَّضُ لهُ سَبعونَ تِنِّينًا، لوْ أنَّ واحِدًا منها نَفَخَ في الأَرْضِ ما أنبتَتْ شَيئًا ما بَقيتِ الدُّنْيا، فيَنْهَشْنَهُ ويَخْدِشْنَّهُ حتى يُفْضَى بهِ إلى الحسابِ".

قال: وقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما القبرُ رَوْضة منْ رِياضِ الجنَّةِ، أوْ حُفْرَةٌ منْ حُفَرِ النَّارِ".

"عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة، فرأى الناسَ كأنهم يَكتَشِرُون" من: الكَشْر، ظهور الأسنان للضحك.

"قال: أما إنكم لو أكثرتُم ذكرَ هاذم اللذات لَشغلَكم عما أرى أي: من التبسم والضحك.

"الموت" مرفوع: فاعلًا لـ (شغل)، أو خبر مبتدأ محذوف، ويجوز النصب بإضمار (أعني)، والجر صفةً لـ (هاذم اللذات).

"فأكثِرُوا ذكرَ هاذمِ اللذات الموتِ يعني: اهدموا اللذاتِ بذكر الموت.

"فإنه لم يأتِ على القبر يومٌ إلا تكلَّم، فيقول: أنا بيتُ الغربة، وأنا بيتُ الوحدة، وأنا بيتُ التراب، وأنا بيتُ الدُّود، وإذا دُفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبًا وأهلًا، أما أي: اعلمْ "إنْ كنتَ": إن هذه مخفَّفة من المثقَّلة.

"لأَحبَّ": أفعل تفضيل بني للمفعول.

"مَن يمشي على ظهري إليَّ": متعلق بـ (أحب).

"فإذ وُلِّيتُك اليومَ"؛ أي: صرتُ حاكمًا قادرًا عليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>