ساجِداً لربي، ثُمَّ يَفْتَحُ الله عَلَيَّ مِنْ مَحامِده وحُسْنِ الثَّنَاء عليهِ شيئًا لمْ يَفتحْهُ على أَحَدٍ قَبلي، ثُمَّ يُقالُ: يا مُحَمَّدُ! ارفَعْ رأَسكَ، سَلْ تُعطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسي فأقولُ: أُمَّتي، يا رَبِّ! أُمَّتي يا رَبِّ، أُمَّتي ياربِّ، فيقالُ: يا محمدُ! أَدْخِلْ منْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسابَ عليهمْ من الباب الأيمنِ من أبوابِ الجنَّةِ وهم شركاءُ النَّاسِ فيما سِوَى ذلك مِنَ الأَبْوابِ. ثُمَّ قال: والذي نفْسي بيدِه إنَّ ما بينَ المِصْراعَيْنِ منْ مَصاريعِ الجَنَّةِ كما بينَ مكَّةَ وهَجَرَ".
"وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أُتِي النبي - صلى الله عليه وسلم - بلحم، فرُفع إليه الذراع، وكانت"؛ أي: الذراع، وهو يذكر ويؤنث.
"تعجبه"؛ أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لسمنها وحسن طبخها.
"فنهس منها نهسةً"؛ أي: أخذ ما عليها بمقدَّم أسنانه.
"ثم قال: أنا سيدُ ولد آدم يوم القيامة"؛ يعني: أن جميع الناس يوم القيامة من الأنبياء وغيرهم محتاجون إلى شفاعتي؛ لكرامتي عند الله، فإذا اضطروا أتوا إليَّ طالبين لشفاعتي لهم.
"يوم يقوم الناس لرب العالمين": يحتمل أن يكون جواب سائل قائل: ما يوم القيامة؟ ويحتمل أن يكون بدلًا لـ (يوم القيامة).
"وتدنو الشمس"؛ أي: من الغروب، أو من رؤوس الناس في العرصات.
"فيبلغ الناس من الغمِّ والكرب ما لا يطيقون، فيقول الناس: ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيأتون آدم، وذكر"؛ أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
"حديث الشفاعة، وقال: فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجداً لربي، ثم يفتح الله تعالى عليَّ من محامِده وحُسنِ الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب! أمتي يا رب! أمتي يا رب! فيقال: يا محمد! أدخل