" وقال صلى الله تعالى عليه وسلم: مَنْ يدخل الجنَّة يَنْعَمُ "؛ أي: يُصِبْ نعمةً.
" ولا يبؤس "؛ أي: لا يكون في شدَّة وضِيْقِ، قيل: هذا تأكيد لقوله: (ينعم)، والأصل أن لا يجاء بالواو، ولكن أراد به التقرير على الطَّرد والعكس كقوله تعالى:{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: ٦].
" ولا تَبْلَى ثيابه، ولا يَفْنَى شبابه ".
* * *
٤٣٥٨ - وقالَ:" يُنادي مُنادٍ: إنَّ لكُمْ أنْ تَصِحُّوا فلا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وإنَّ لكُمْ أنْ تَحْيَوْا فلا تَموتُوا أَبَدًا، وإنَّ لكُمْ أنْ تشِبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبدًا، وإنَّ لكُمْ أنْ تَنْعَمُوا فلا تَبْأَسُوا أبدًا ".
" وقال: ينادي منادٍ "، وهذا النِّداء يكون في الجنّة، وقيل: إذا رأوها من يعيد.
" إنَّ لكم أن تصِحُّوا فلا تَسْقَمُوا أبدًا، وإنَّ لكم أن تحيَوْا فلا تموتوا أبدًا، وإنَّ لكم أن تَشِبُّوا " بكسر الشين: من الشباب.
" فلا تَهْرَمُوا أبدًا، وإن لكم أن تَنْعَمُوا ولا تَبْأسُوا أبدًا "؛ أي: لا يصيبكم بَأْسٌ، وهو شدَّة الحال.
* * *
٤٣٥٩ - وقالَ:" إنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَراءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ منْ فَوْقهم كما تَتَراءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ في الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ ما بَيْنَهُمْ ". قالوا: يا رسُولَ الله! تِلْكَ منازِلُ الأنبياءِ لا يبلُغُها غيرُهُمْ، قال:" بَلَى والذي نَفْسي بيدِه، رجالٌ آمَنُوا بالله وصَدَّقُوا المُرْسَلِين ".