ينظُرُ إلى جِنَانِهِ وأزواجه ونعيمه وخَدمِهِ وسُرُرِهِ مسيرة ألف سنةٍ، وأكرمهم على الله ": عطف على (أدنى).
" مَنْ يَنْظُرُ إلى وجهه غَدْوَةً وعَشِيَّةً، ثم قرأ:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}"؛ أي: حسنة ناعمة.
{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}: لا إلى غيره؛ لأن تقديم الظرف يُؤْذِن بذلك.
* * *
٤٣٩٠ - عن أبي رَزينٍ العُقَيْليِّ قالَ: قلتُ يا رسُولَ الله! أَكُلُّنا يَرى ربَّهُ مُخْلِيًا بهِ يومَ القِيامَةِ؟ وما آيةُ ذلكَ في خَلْقِهِ؟ قالَ: " يا أبا رَزِينٍ أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرى القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ مُخْلِيًا بهِ؟ " قالَ: بلى، قالَ: " فإنَّما هو خَلْقٌ منْ خَلْقِ الله، والله أجَلُّ وأَعْظَمُ ".
" قال أبو رَزِين العُقَيْلي - رضي الله عنه - قلت: يا رسول الله! أكلُّنا يرى ربه مَخْلِيًّا به " بالفتح ثم السكون وتشديد الياء؛ أي: خاليًا بربه بحيث لا يزاحمه شيء في الرؤية.
" يومَ القيامة، قال: بلى، قال: وما آية ذلك "؛ أي: وما علامة رؤية كلنا [ربه] بحيث لا يزاحمه شيء.
" في خَلْقِه "؛ يعني: مَثِّلْ لنا ذلك في خَلْقِه.
" قال: يا أبا رزين! أليس كلُّكم يرى القمر ليلة البدر مخليًا به؟ قال: بلى، قال: فإنما هو خلق من خلق الله، والله أجلُّ وأعظم ": مَثَّلَه - صلى الله عليه وسلم - برؤية القمر ليلة البدر مع عدم المزاحمة.