" وغِرَّتُهُمْ "؛ أي: الذين لم يجرِّبوا الأمور الدنيوية، قال - صلى الله عليه وسلم -: " أكثر أهل الجنة البُلْهُ " أي: في أمور الدنيا.
" فقال الله للجنة: إنما أنت رحمتي ": سُمِّيت الجنة رحمةً؛ لأنها مظهرها.
" أرحم بك مَنْ أشاء مِنْ عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذِّب بك مَنْ أشاء مِنْ عبادي، ولكل واحدة منكما مِلْؤُها، فأمَّا النار فلا تمتلِئُ حتى يَضَعَ الله رِجْلَهُ ": قيل: المراد به: القهر والاستهانة؛ أي: حتى يستهين بأهلها، يقال: وضعْتُ رجلي على فلان؛ أي: قهرته، وقيل: المراد به: الجماعة التي بها يتمُّ عدد أهل النار.
" فتقول: قَطْ قَطْ قَطْ " بسكون الطاء وتخفيفها؛ معناه: أكتفي وأنتهي، وروي بالكسر، معناه: حسبي، وتكرارها ثلاثًا هو إحدى الروايات في (كتاب مسلم)، وفي سائر النسخ مرتين.
" فهنالك تَمْتَلِئُ ويُزْوَى ": على بناء المجهول؛ أي: يُضَمُّ ويجمع " بعضها إلى بعض " من غاية الامتلاء.
" فلا يظلم الله مِنْ خلقه أحدًا "؛ يعني: كل واحد من الناس مجزًى بعمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، فحينئذٍ لا ظلم على أحد، قال الله تعالى:{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ}[غافر: ١٧].
" وأما الجنة فإن الله تعالى ينشئ لها خلقًا "؛ أي: يخلق يوم القيامة خلقًا لتمتلئ الجنة بهم بعد ما دخل فيها الأنبياء والأولياء والمؤمنون؛ تصديقًا لقوله: